في هذا المحتوى:
مرحباً بك في أشعار بالفصحى من مدونة دار المنشورات العالمية، بين يديك الآن، قصيدة شعر فصيح، شعر عمودي، شعر حكمة، شعر حكم ومواعظ، شعر باللغة العربية الفصحى، شعر عن الحياة، شعر جميل، شعر في حب الله، في رحمة منك استطابت ناديا، بقلم رافع آدم الهاشمي.
في رحمةٍ مِنكَ استطَابَتْ نادِيا
قصيدةٌ شعريَّةٌ عموديَّةٌ فصيحةٌ
تتأَلَّفُ من (38) ثمان وَ ثلاثين بيتاً
بقلم:
رافع آدم الهاشمي
سأَلَ الجَوَى صِدقاً وَ ليسَ ترائيا
عَلَّ الجَوابَ يُزِيلُ عَنِّيَ دائيا
مَا لي أَرى مَا لا تراهُ وَ تَشتكي
مِنِّي الدموعُ الساكِباتُ بُكائِيا
إِنـِّي اِختبرَتُ الْعُمْرَ في ليلٍ غَدَا
دهراً طويلاً غائِراً برِدائِيا
إِذ قَدْ بَدَا جُرْحٌ تَوَارَى حانِقَاً
لَمَّا رأَيتُ مِنَ الليالي دَوَاهيا
يَا جَارَةً أَبدَتْ مفاتِنَهَا الَّتي
أَضحَتْ رُفاتاً في القُبورِ فَبَاليا
مَا غَرَّني أَبداً وَ مَنْ خَلَقَ السَّما
خِصرٌ وَ نَهْدٌ كَان يومَاً عَاليا
لا مَ اكترَثتُ برمشِ مَنْ كَانت وَ لا
أَبصرتُ فيهَا ذا جَمَالاً فَانيا
إِنـِّي استعذتُ بمَنْ يُعيذُ فزَادَني
صَبراً على الآهَاتِ صَبراً قاسيا
يَا جَارتي يَا مَنْ مَلَكتِ مَفاتِنَاً
سَحَرَتْ جَمَالاً بارِعَاً مُتَباهِيا
كَمْ كُنتِ تُبدينَ الْمَفاتِنَ فِتنةً
كُشِفَتْ سريعاً حَينما بانَتْ لِيا
تاللهِ قَدْ حُزتِ الْجَمَال بنكهَةٍ
زادَتْ جَمَالاً في الشمائلِ طاغيا
للهِ مِنْ تِلكَ الْمَحَاسِنِ قَدْ بَـدَتْ
نوراً تلأَلأَ في الثنايا صَافيا
طَافَتْ بهَا الأَعباقُ مِنْ قَطرِ الندى
ثــَمَّ استَطَابَ الْمِسكُ عِطراً غانيا
وَ تَبَسَّمَتْ في ثغرِهَا ورداً أَتى
رِيحَاً مِنَ الأَوهَامِ يَخدَعُ دَانيا
مَنْ ذا أَتاهَا يرتجي وِطراً وَ لَمْ
يُمسي إِذا مَا قَدْ عَلاهَا زانيا؟!
قَدْ ظَنَّ أَنَّ الوِطرَ مِنهَا ناجِعٌ
حينَ اعتلاهَا قاصِداً مُتَصَابيا
يلهو بتحتِ الْعَكنَتينِ وَ يَشتَهي
حَرثاً بأَرضٍ تَستَغيثُ تَوَاليا
يا حارِثاً اِرأَف بحالِكَ وَ امتَطي
طَوعَاً صلاةَ الليلِ فخراً غاليا
اِصبـِرْ على تِلكَ الْمَحَاسِنِ وَ استَعِنْ
يَا صاحِ باللهِ العظيمِ تَفانيا
إِنَّ ابنَ آدَمَ إِنْ تَصَابى وَ احتذى
وَهمَاً يزولُ غَدَا بذلكَ سَاهِيا
إِذ ذاكَ أَضحَى في العبيدِ مُجَاهِراً
وَ مَضى ابتعاداً في سَرَابٍ غادِيا
هُوَ ذا استَطَابَ الوهَمَ ظنَّاً مُجحِفَاً
فغَدَا وَبالاً في الخَرَائِبِ جَانِيا
إِنَّ الحَياةَ كَجَارتي لا تَستَحي
ترجو الوِصالَ مَعَ الفِصَالِ تَتَاليا
تَهِبُ التغنُّجَ وَ التذلُلَ وَ الصِبَا
وَ تُبيحُ مَنْ خَدَعَتْ فَنَاءاً عَاريا
لا يَا صُويحِبي قَدْ أَتَتكَ بَغِيَّةٌ
عاثـَتْ فسَادَاً بينَ عِهرٍ بادِيا
فيهَا المفاتِنُ وَ الْمَفاسِدُ قَدْ غَدَتْ
شَرَكَاً لِصَيدٍ كَانَ حُرَّاً عاتيا
تُعطِيكَ مِنْ ثغرِ الْمَفَاسِدِ رَغوةً
تُبدِي لَكَ الأَيَّامَ عُمْراً باقيا
إِنَّ الحياةَ وَ إِنْ تَطولُ سَتَنتهي
تَمضي كَمَا تَمضي الْجموعُ تَباكيا
فإِنْ اِستَسَغتَ الْمُرَّ صَبراً فارتَقِبْ
يَومَ الرحيلِ إِلى الحسابِ تَعَافيا
كُنْ في طريقِ اللهِ دَوماً كَي ترى
نِعَمَاً وَ تُصبِحُ بعَدَ ذلكَ ناجيا
طَابَتْ دموعٌ تَستَغيثُ بخَالِـقٍ
سَكَبَتْ بجَوفِ الليلِ نهراً جاريا
لا ترتجي إِلَّا الرِضا حُبَّاً وَ قَـدْ
ترَكَتْ مِنَ اللهوِ الْمَقيتِ تجافيا
رُحمَاكَ بي يَا خَالقي يومَ اللُقا
إِنِّي سَجدتُ لكَ احتِسَاباً هادِيا
وَ أَمنُنْ عَليَّ بمَا تُحِبُّ وَ تَبتَغي
إِنِّي رَضيتُ بمَا تَراهُ دَوائيا
أُغدُق عليَّ مِنَ النَّعيمِ تَكرُّمَاً
وَ ابعِد عَنِ الأَحبابِ شَرَّاً حَابيا
وَ اجعَلْ أُناساً في الحشاشَةِ مُهجتي
في رحمةٍ مِنكَ استطَابَتْ نادِيا
أَنتَ العَليمُ بحالتي يا ذا العُلا
إِنِّي أَتيتُكَ أَستَجيرُ وَ راجيا
فاضَ الفؤادُ إِليكَ حُبَّاً وَ انتشى
فبَدَا بشعرٍ فاضِحٍ ذا ما بيا.
إِهداء قصيدة:
في رحمةٍ مِنكَ استطَابَتْ نادِيا
- إِلى واجب الوجود..
- إِلى الموجِد لكلِّ موجود..
- إِلى مَن ليسَ كمثلهِ شيء..
- إِلى خالق الضوء وَ الفيء..
- إِلى مَنْ هُوَ: هُوَ..
- إِلى مَن ليس غيره هُوَ..
- إِلى مَن خلقني مِن العَدَم..
- إِلى مَن ركّبنَي مِن لحمٍ وَ دَم..
- إِلى الّذي ليسَ لي معبودٌ سواه..
- إِلى الّذي أُحِبُّهُ وَ أَهواه..
إِلى خالقي وَ إِلهي وَ رَبِّي وَ سَيِّدي وَ مولاي، ربِّ العالمين: (الله) تقدَّسَتْ ذاتُهُ وَ تنزَّهَتْ صِفاتُهُ؛ تعبيرَاً عمَّا أَكنُّ لَهُ مِن حُبٍّ خالصٍ خالطَ حشايا الفؤاد؛ لا طمعاً في جنَّةٍ، وَ لا خوفاً مِن نارٍ؛ إِنــَّمَا وجدَّتُهُ حَبيبَاً يستحقُّ الْحُبَّ بمعناهُ الأَصيل، في زمنٍ أَصبحَ فيهِ الْحُبُّ حاجةً وَ ليسَ اختياراً قَطّ!
العابد المحب
لله القدّوس
رافع آدم الهاشمي
ما رأيك أنت؟
قصيدة شعر فصيح، شعر عمودي، شعر حكمة، شعر حكم ومواعظ، شعر باللغة العربية الفصحى، شعر عن الحياة، شعر جميل، شعر في حب الله، في رحمة منك استطابت ناديا، بقلم رافع آدم الهاشمي.
- ما رأيك في هذا المحتوى؟
أكتب رأيك في صندوق التعليقات الموجود أسفل هذه المقالة و شارك هذه المقالة مع الجميع دعماً منك لنا و لينتفع الآخرون و شكراً لتفاعلك الإيجابي معنا و دعمنا بتعليق و مشاركة و إعجاب و شكراً مرّة أخرى لوجودك هنا و اطلاعك على هذا المحتوى الفريد في أشعار بالفصحى من مدونة دار المنشورات العالمية.